بقلم/ محمد جبار البديري
ان السادية والاجرام امر مميز وواضح وطاغي لدى صدام بشكل فاق الكثير من المجرمين والسفاحين طوال التاريخ، وبدا ذلك من خلال تصرفاته وحفلاته الدموية التي كان يقيمها بين الحين والاخر وفقا لمزاجاته واهوائته وعصبيته المفرطة وعقده الكثيرة.
ولعل هناك الكثير من الاسباب التي ادت الى ذلك، ومنها كونه تربى وحيدا بين احضان عدد من اصحاب السوء والمجرمين، بعد وفاة والده بسن صغيرة، واهمال والدته له، وقتل عمه وهو في سن مبكرة وذهابه الى بغداد ومرافقة الشقاوات والمقاهي الموبوءة بالشذوذ والانحراف الخلقي والجنسي الكبير.
ولنعود الى مصورنا الذي شهد فترة من اقسى فترات اجرام صدام وطغيانه، حيث يروي لمصادرنا الخاصة، ان هناك احد الشباب المخدوع بشخصية الرئيس، الذي هام عشقا به، وتمنى لو يحظى بفرصة لقاءه وان يكون خادما تحت سيده، نتيجة ما يراه في الاعلام والصحف والتلفزيون، والتي صورته كملهم وقائد كبير لا مثيل له في العالم.
فحاول هذا الشاب التقرب وتحقيق حلمه من خلال التوسط لدى المقربين من صدام، وسعى لذلك فترة طويلة، فاوصلوا للرئيس رسالة، بان هناك شابا في مقتبل العمر، يتمنى ان يكون حارسا شخصيا لكم، فهل تستطيعون تحقيق امنيته.
وهنا ابتسم صدام ابتسامة ماكرة، واخذ يحيك مسرحية شيطانية يتمكن من خلالها ارواء عطشه للدم والقتل بشكل مدبر ودقيق، كونه يمتلك خلفية استخباراتية سابقة، فابدى موافقته على مقابلة هذا الشاب المسكين المخدوع به.
فتم تحديد موعدا محددا للمقابلة، وجاء الشاب وهو لا يصدق انه سيرى الرئيس الحلم بالنسبة له، فجهز نفسه واستعد له نفسيا وبدنيا، ولبس افضل الملابس وتعطر باجمل العطور، من اجل ان يرضى عنه ويقبله في سلك حمايته.
الا ان صدام، وكعادته، لم يكن ليمرر هذا الامر بسلامة وهدوء، بل اعد مسرحية محكمة خلف الكواليس، فما ان دخل هذا الشاب ورأى صدام، حتى انهار فرحا وبكاءا، وشعر بانه سيدخل الى الجنة ونعيمها، لكونه من الناس السذج.
فقال له صدام، تقدم، هل انت تريد ان تكون ضمن حمايتي ايها الشاب؟، فاجابه بكل فخر: نعم يا سيدي، وهذه هي امنيتي.. فنظر اليه ورأى فيه الطموح والرغبة الكبيرة، ولكن الدماء اخذت تغلي في عروق صدام، وقال له: ان كنت تريد ذلك، فعليك اجتياز الاختبار الذي سوف اعمله لك، فماذا تقول؟، قال: بلا يا سيدي، انا حاضر لكل ما تأمرون به.
عندها امر صدام بجلب والد الشاب ووالدته بعد ان دبر هذا الامر في الخفاء، فتقدم الوالدين بالقرب من الرئيس وفي يديهم مسدسا وينويان تصويب الرصاص على رأسه، علما ان هذه مسرحية معدة والاسلحة لم تكن محشوة بالرصاص طبعا، وكانت لحظات حرجة جدا ومفاجئة على هذا الشاب المسكين.
عندها قال صدام للشاب: ان كنت تريد العمل معي، فقم بحمايتي الان، فقال: كيف؟، خذ هذا المسدس واقتل ابيك وامك، هنا ارتعدت فرائص الشاب، وانهار تماما، واخذ يخير نفسه بين الجنة والنار، بين ان يحقق امنيته، ولكن على حساب والديه الحبيبين، فكيف يقدم على هذه الامر.
فتقدم الوالدين نحو صدام اكثر بامر منه طبعا، فاخذ صدام يصرخ في وجهه، هيا قم نفذ الامر واقتلهما، ولكن هذا الشاب كان متحيرا جدا، ولا يستطيع ان يقدم على هذه الجريمة، صحيح انه يحب ان يحقق امنيته، ولكن ابيه وامه اغلى من كل شيء، فانزل مسدسه، وقال له: لا استطيع.
وفي هذه اللحظات الجهنمية الخطيرة، التي لا يعلم مديات الخوف فيها والرعب الا الله تعالى والمقربين منهم، بينهم مصورنا الساعدي، وجد صدام الفرصة سانحة لارواء عطشه ونهمه للدم، ولكي يمارس عادته الدموية وشهوته للقتل، فشتمه بالفاظ نابية وقال له: انت لا تستحق حمايتي، واخرج مسدسه واطلق النار عليه فقتله في الحال.
ولكن، هل تتوقف الرغبة السادية لديه، كلا فهو مجرم لا يقف عند حد او عد، بل التفت الى الوالدين، وقال لهم: هل تريدون قتلي، فقالوا له: بل انت من امرتنا ولم يكن السلاح محشوا، قال: وان يكن، فاطلق عليهما النار وقتلهما في الحال.
علما ان مصورنا شاهد العيان كان يلتقط له الصور في كل لحظة وسكنة وتصرف وفعل، ابتداءا من الكلام واللفظ وحتى القتل، بامر منه شخصيا، ويقوم بتحميض الفلم ومعاينته له، فيقوم بالنظر الى الصور وهو يضحك منتشيا بانتصاره على الفقراء والبسطاء.
ما هذا اللون من الاجرام، واي صنف يمكن تصنيفه، انه ليس اصرارا على الجرم، بل الافتخار والانتشاء والاحتفال بلحظات سادية يتم تصويرها فوتوغرافيا وفيديويا.
علما ان مصورنا في حال خروجه وانتهاء عمله، يتم تفتيتشه بدقة، في كل جزء من اجزاء جسمه، خشية ان يخبئ صورة او فيلم او اي شيء يمكن ان يستخدم ضد صدام كدليل او اثبات.
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وتابعونا في حلقات اخرى مأساوية ودماء اخرى..