بقلم/ محمد جبار البديري
مهما اخفى الانسان من امر، او اضمره في نفسه، فانه سوف يبان في خلجات قلبه
وتعابير وجهه وفلتات لسانه.. وهذا ما حصل اخيرا، وبعد طول انتظار، وصبر مرير،
قالتها النائبة الجريئة واللسان السليط والصوت الهادر الذي يخشى منه الكثير ويرتعد
منه فصائل الكثير من الفاسدين وسراق المال العام.
ولو ان تصريحها هذا، لم يكن واضحا، بل جاء بسرعة وبصورة غير مقصودة وعلى
عجل، بحيث لم يكن متوقعا منها ان تنطقه، لولا ذكاء مقدمة البرنامج القديرة شيرين
الرماحي في برنامجها الاخير الذي عرض من على قناة الرشيد الفضائية.
فبعد ان استرسلت كعادتها في الحديث ولم تترك خطا احمر او محظور الا
وتناولته بالنقد وبيان المثالب وشبهات الفساد وضياع المال العام، وصلت موضوع
الميزانية العامة للدولة وتأخر اقرارها.
حيث اكدت ان تأخر الميزانية سببها رئيس الوزراء العبادي، لانه ارسلها
للبرلمان وفيها الكثير من الاشكاليات والنقص، ولم يحدث فيها اي تغيير عن ميزانية
العام السابق، ففيها استقطاعات وضرائب ورسومات على الرغم من تحسن اسعار النفط
وغياب الانفاق على حرب داعش.
عندها وفي لحظة سريعة وخاطفة لم ينتبه له الكثير، قالت: اننا نخشى ان تتأخر
الموازنة ولا يتم اقرارها ونحن مقبلون على انتخابات وانتقال السلطة، ومن الممكن ان
يحدث هدر في المال العام وضياع الميزانية كما حصل في الحكومة السابقة عام 2014.
وهنا لدينا عتب على المقدمة شرين الرماحي، المعروفة بخبرتها وذكائها، كيف
لم تنتبه لهذا التصريح الخطير الذي كان من الممكن ان ينحدر بالحوار الى منعرج اخر
وخطير، ويكون فيه كلام كثير وتتغير فيه الكثير من الحسابات.
ان هذا التصريح وان كان سريعا وخاطفا، ولكن شاء الله ان يكشف الكثير من
الامور والغوامض، ويدلل لنا انها كانت تعرف امور وشبهات فساد على الحكومة السابقة
ولم تتكلم عنها بعد مرور اكثر من4 سنوات.
ان هذه لصدمة كبرى، ومفاجأة مدوية، تطلقها هذه المرة النائبة التي طالما
حسبت على المالكي، وكانت تدافع عنه دفاعا مستميتا، وما خفي كان اعظم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق