الثلاثاء، 6 فبراير 2018

ما قصة الخلاف بين مكافحة الارهاب والحشد الذي كاد ان يسبب مجزرة دموية

بقلم/ محمد جبار البديري
من الطبيعي انه في كل الحروب والمعارك التي تحصل في اي بلد من البلدان، لابد وان تنشئ عدد من الظواهر السلبية والحالات الشاذة لبعض قادة الجيش والفصائل المسلحة، حتى وان كانوا في نفس الجبهة التي تتصدى للعدو الخارجي والداخلي.
وقصتنا لهذا اليوم، حصلت خلال عام 2016 في اوج المعارك المحتدمة بين تنظيمات داعش والقوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها، سواء كانت جيش وشرطة وحشد شعبي وجهاز مكافحة الارهاب وباقي التشكيلات الاخرى التي حملت السلاح.


من المعروف ان جهاز مكافحة الارهاب العراقي كانت له اليد الطولى في المعارك ضد التنظيمات الارهابية، وحقق الكثير من الانتصارات واسندت له مهام جسيمة وخطيرة، تصدى لها بكل شجاعة، ولكن هذا لا يمنع من حصول بعض الخروقات هنا وهناك.
في احدى المعارك التي خاضتها مكافحة الارهاب في محافظة الانبار، وتم طرد العصابات الارهابية من احدى مدنها، استطاع الجهاز من اغتنام عدد كبير من السيارات الحديثة بمختلف موديلاتها واشكالها، وتم تسيير قافلة كبيرة محمية بافراد هذا الجهاز وهم متباهين ومفتخرين، الا ان المشكلة ان نيتهم كانت اخذها لصالحهم الشخصي وليس للدولة.
خلال الطريق كانت هناك قوة من الحشد الشعبي تقوم بمهمة عسكرية في مسك الارض، وجائتهم معلومات تفيد بان هناك رتل كبير من السيارات الحديثة يروم جهاز مكافحة الارهاب حيازتها، فما كان من قائد الفصيل المسلح الا ان يأمر بالاستعداد لمنع مثل هذا الامر، لانه يعتبر مخالف للقوانين، كون الحشد جهة تأتمر بامر جهة دينية وملزمة بفتاوى حلال وحرام.
وبعد وصول قوات مكافحة الارهاب قرب مقر الحشد، تم اعتراضهم بقوة، ومنعوهم من المرور، كونهم يمارسون مهام عملهم وواجباتهم، والكل حمل اسلحته استعدادا لاي طارئ، الا ان المشكلة تطورت، كون قوات المكافحة اكثر عددا واشد شراسة واقوى تسليحا، واخذ كل طرف يطلق الصيحات والتهديدات والصرخات، حتى هدد احد قادة المكافحة بانه سوف يطوق الفصيل الشعبي ويدخل السيارات عنوة الى بغداد، مبررين ذلك بانها غنائم حرب وهي من حقهم لانهم تحملوا مخاطر كبيرة وتضحيات جسيمة.
وبعد ان وصلت الامور الى منعرج خطير، ورأى قادة الحشد بان الوضع يمكن ان يتطور الى دماء وقتال داخلي بينهم، خصوصا بعد ان صرح احد امراء المكافحة بانهم مستعدين لحرق كل هذه السيارات ولا يرجعها.
قرر قائد الحشد هناك بان يسمح لهم بالمرور، عادا هذا التصرف منه، شر لابد منه، وانه مضطر لذلك، وانهم لا يريدون ان تسقط ضحايا بسبب هذا الامر، لان هناك امر اهم منه.
وفي النهاية، مر جهاز مكافحة الارهاب، محملين بارتال السيارات الحديثة وهم فرحين مسرورين، وكأنهم حققوا نصرا كبيرا.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق